عدت من عملي مرهقا كما هي عادتي في الفترة الأخيرة
فاستسلمت إلى النوم وتركت الطعام الذي حضرته لي والدتي ولأول مرة تقريبا
وما هي إلا دقائق حتى فزعت من نومي على صراخ أمي وأختي فقمت مسرعا لأرى ماذا حدث : ماذا حدث يا أمي
- الملاعين يقصفوننا بالطائرات
- الحرب ؟؟
- نعم يا ولدى الحرب
ارتديت ملابسي مسرعا وهبطت إلى الشارع فوجدت الناس تخرج من منازلها وتجرى لا تعرف إلى أين
والطائرات تملأ السماء وتضرب هنا وهناك
وفجأة سقط صاروخ على بنايه فى أول الشارع جريت بسرعة إلى هناك فهذة البناية تقطنها أم ايمن وبناتها فقط فأيمن قد سافر وقد توفى الوالد
جريت نحو البناية وعندما وصلت كانت ركاما ولكن الله نجاهم فقد خرجوا قبل القصف بقليل
ثم ضربت بنايه أخرى تبعد عنا شارعين ولكني اسمع الصراخ من مكاني فهرولت إلى هناك لأجد البناية قد تهدمت فوق رؤوس أصحابها
فحاولت مع من حضر أن نخرج من نستطيع أحياء كانوا أو أموات وفى وسط ذلك سمعت صوت هاتفي النقال فأجبت فإذا محمد صاحبي يصرخ قائلا : لقد قصفت الطائرات منزلك يا على اغث اهلك بسرعة
لم أتمالك نفسي وبأقصى سرعتي جريت ناحية منزلي فوجدته والنيران تلتهمه عن أخره وأمي وأختي بالداخل فشرعت فى الدخول ولكن الناس منعتني ل
م أتمالك نفسي فأجهشت بالبكاء المرير ثم سمعت صوت هاتفي مرة أخرى فأجبت بصوت خنوع فوجدت صوت أمي يناديني : أين أنت يا على لقد انتقلنا إلى منزل أم مصطفى
فقلت لها وقد عادت الروح إلى ومازلت لا أصدق نفسي لولا أنى احفظ صوت أمي جيدا قادم اليك يا أمى
وبكل ما تبقى من طاقتي جريت نحو منزل أم مصطفى والذي لا يبعد عنا الكثير
وقبل أن اصل إليه قصفته الطائرات فانفجر مع المنزل صمامات قلبي وكان الطائرات قد قصفته هو لا المنزل
لم استطع الوقوف هذة المرة فارتكنت إلى حائط قريب وجلست على الأرض واضعا وجهي في كفيي حتى سمعت صوت هاتفي مرة أخرى فأجبت مسرعا فأتاني صوت أمي مرة أخرى فسالت عيناى بالدموع انهارا وأنا أقول : أمي أنت بخير
- نعم يا على لا تخف لقد انتقلنا إلى المدرسة أنا وخالتك وعماتك جميعا
- حمدا لله على سلامتك يا أمي أرجوك أريد ان أراك ولو مرة واحدة وبعدها فليفعل الملاعين ما يفعلون
- الأعمار بيد الله يا ولدى (ولا تحسبن الذين قتلو في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون)
- أنا في منتصف الطريق الآن
- أسرع إذن فنحن في انتظارك
بالطبع لم أكن في حاجه إلى قولها فانا أجرى كآله لا تعرف الوقوف حتى وصلت أخيرا إلى المدرسة
ولكن بعد فوات الأوان فالمدرسة أيضا قد انهارت عن أخرها وصارت ركاما
فنظرت إلى هاتفي وانتظرت أن اسمع صوته
فهل ؟؟؟؟